يعتبر تباطؤ وتيرة الأنشطة التجارية خلال فصل الصيف من الأمور الشائعة والمتعارف عليها، حيث يقضى رجال الأعمال والشخصيات الهامة صيفهم في يخوتهم البيضاء تحت أشعة الشمس الدافئة، ويترك رؤساء البنوك المركزية مكاتبهم المملة لقضاء عطلة الصيف ويؤجلون مهامهم الهامة حتى الخريف وبالتبعية يحصل المتداولون على استراحة من التداولات في الأسواق، ومع ذلك قد تحمل أشهر الصيف بعض المفاجآت فيكفينا أن نتذكر أن استفتاء البريكست كان في يونيو 2016 والذي كانت نتائجه بمثابة صدمة لجميع البورصات والأسواق المالية.
مثل هذه الأخبار العاجلة لا يُتوقع حدوثها خلال الأشهر الثلاثة القادمة ولكن سيكون لبعض الأحداث تأثير قوي، وإن لم يكن حاسمًا، على حركة أسعار العملات واتجاهاتها.
- اليورو/دولار، من المرجح أن يبعث البنك المركزي الأوروبي بإشارة خلال هذا الصيف حول عزمه على إنهاء برنامجه لشراء الأصول هذا العام، وقد يتم الإعلان عن ذلك إما بعد اجتماع 14 يونيو أو اجتماع 26 يوليو وذلك لأن الاجتماع التالي سيكون في الخريف، فالعزم على إنهاء برنامج التيسير الكمي والانتقال إلى مرحلة جديدة قد تم التصريح عنه مراراً من قبل رؤساء البنوك المركزية الأوروبية – من بينهم محافظ البنك المركزي الفرنسي فيليروي دي غالاو، وإدارة البنك المركزي الألماني، ومحافظ البنك المركزي الليتواني فيتاس فاسيلياوسكاس.
وكنتيجة لذلك ، فعلى الرغم من أن اليورو قد يستمر في انخفاضه لبعض الوقت فإن الأسواق على استعداد لتغيير هذا الاتجاه، فإذا تحدث رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي بعد إحدى الاجتماعات المذكورة بنبرة متشددة فسوف يرتفع اليورو على الفور.
ويتفق أكثر من 60٪ من الخبراء الذين شملهم الاستطلاع مع هذا السيناريو في الوقت الحالي حيث يتوقعون أن زوج اليورو/دولار سيعود بالتأكيد إلى ارتفاعات 2018 في نطاق 1.2400-1.2555 بحلول سبتمبر المقبل.
ولايزال 10٪ من المحللين لم يقرروا بعد، أما النسبة المتبقية 30٪ توقعوا زيادة قوة الدولار ففي رأيهم أن هذا سيحدث بعد رفع الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة، ويتوقع مؤيدي مضاربو البيع أن يقوم الفيدرالي برفع أسعار الفائدة بنسبة 0.5٪ خلال الأشهر الستة المقبلة ، مما سيدفع اليورو إلى الانخفاض إلى أدنى مستوى له في سبتمبر الماضي في نطاق 1.1550، وعلاوة على ذلك، فقد يحدث هذا الانهيار في الفترة المقبلة حتى قبل أي إجراءات يتخذها الفيدرالي.
أما بالنسبة للتحليل الفني فإن توقعاته أكثر تواضعًا حيث يتوقع حدوث تقلبات للزوج في نطاق ضيق بين 1.1600-1.2000 مع بداية فصل الصيف، كما تتوقع مؤشرات التذبذب حدوث حركة تصحيحية في الاتجاه الصاعد بعد خسارته لـ 700 نقطة، وبالتالي فإن ربع مؤشرات التذبذب تشير بالفعل إلى أن الزوج يقع في منطقة التشبع البيعي على الأطر الزمنية اليومية والأسبوعية. - الإسترليني/دولار، يواصل الجنيه الإسترليني وقوعه تحت الضغط بسبب حالة عدم اليقين وعدم التوصل لاتفاق مع الاتحاد الأوروبي بشأن انفصال بريطانيا، فضلاً عن عدم وجود أي تغييرات في السياسة النقدية لبنك إنجلترا، فمنذ 17 أبريل الماضي خسر الجنيه أكثر من 900 نقطة ، وإذا نظرنا إلى قراءات التحليل البياني والمؤشرات فإنها تشير أن الخسارة لن تتوقف عند هذا الحد.
لذا، يفترض التحليل البياني على D1 أنه بعد تجاوز مستوى المقاومة 1.3455 قد ينخفض الزوج بشكل حاد ليصل إلى القاع عند المستوى 1.3065، وفي حالة اختراق مستوى الدعم هذا فإنه من الممكن أن يخسر 300 نقطة أخرى لينهار إلى حدود 1.2765.
ومع ذلك، فهناك 35٪ فقط من الخبراء يدعمون هذا السيناريو، بينما نجد 10٪ محايدون، أما النسبة المتبقية 55٪ على يقين بأن الجنيه سيبدأ مع منتصف الصيف في اكتساب المزيد من الزخم ليرتفع إلى مستويات 1.4000-1.4100 على الأقل، في هذه الحالة يجب أن نأخذ في الاعتبار أنه من الآن هناك مؤشر واحد فقط من مؤشرات التذبذب من أصل 10 تشير إلى أن الزوج يقع في منطقة التشبع البيعي. - الدولار/الين، تظهر جميع مؤشرات الاتجاه ومؤشرات التذبذب على D1 و W1 باللون الأخضر، وتشير 10٪ فقط من مؤشرات التذبذب إلى أن الزوج في منطقة التشبع الشرائي.
من الضروري تذكر أن الزوج قد عاد إلى حدود القناة العرضية الواقعة بين 108.25-114.70، والتي ظل يتحرك خلالها الزوج من بداية عام 2017، وفي منتصف فبراير من العام الحالي اختراق الزوج الحد الأدنى لهذه القناة لكنه الآن قد اقترب مرة أخرى من النقطة المحورية للقناة ربما كان هذا هو السبب وراء اختلاف آراء الخبراء حيث يرجح ثلثهم تحرك الزوج ناحية الاتجاه الصاعد، ويؤيد الثلث الثاني تحركه في الاتجاه العرضي، ويتوقع الثلث الأخير تحركه ناحية الاتجاه الهابط.
يمكننا أن نستنتج مما سبق أن الزوج سيظل في هذه المنطقة خلال الفترة المقبلة، وهو ما يؤكده التحليل البياني ففي بداية الصيف من المتوقع أن يتحرك الزوج في نطاق 108.25-112.00 ، وبعد ذلك قد يرتفع الزوج إلى مستوى المقاومة 114.70.
- العملات الرقمية، يجب أن نذكركم مرة أخرى أنه نظرًا للطبيعة المتقلبة لسوق العملات الرقمية، فقد تتأثر أسعار العملات الرقمية بشدة ليس فقط بقرارات مختلف الجهات التنظيمية، ولكنها أيضًا تتأثر بالتصريحات والإجراءات التي تتخذها الشركات الخاصة.
بالنسبة لزوج البيتكوين/دولار، يتوقع الخبراء ارتفاعه إلى مستويات 11.750-12.980 بحلول منتصف يوليو ، وبعد ذلك من المتوقع أن يتراجع في البداية إلى مستوى 10000 وبعدها قد يتراجع أكثر ليصل إلى مستوى الدعم 7160.
يتوقع المحللون نفس التحركات لباقي العملات الرقمية الأخرى المدرجة في قائمة العملات العشر الأوائل من حيث حجم رأس المال، لذلك لا يُستبعد أن يتجاوز زوج الإيثريوم/دولار مستوى 1000 دولار للعملة الواحدة بحلول يوليو، ثم بعدها سيعود إلى مستويات مايو في نطاق 650 دولار.
اللايتكوين/دولار، سيحاول الزوج الاقتراب من مستوى 200 دولار، ثم سيعود بعدها إلى مستوى 140 دولار.
أما زوج الريبل/دولار فالمستوى المستهدف حاليًا هو العودة إلى المنطقة 0.8850، وإذا استطاع الوصول إليها فإن المستوى التالي سيكون 1.0000 ، وبعد ذلك يُتوقع تراجعه إلى نطاق 0.6300-0.7000.
رومان بوتكو- نورد اف إكس
العودة العودة