في البداية نستعرض توقعات الأسبوع الماضي:
- اليورو/دولار، بغض النظر عن رأيك في الرئيس دونالد ترامب، فإن السياسة الاقتصادية الأمريكية تظهر نجاحًا واضحًا، حيث تشير التوقعات بارتفاع نمو معدل الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة لعام 2018 فضلًا عن ارتفاع مؤشرات الأسهم، ويُتوقع أن ينخفض معدل البطالة بحلول منتصف العام المقبل إلى أدنى مستوى له في الخمسين سنة الماضية، وبفعل الحروب التجارية التي تقودها الولايات المتحدة، بدأت اقتصادات منطقة اليورو والصين تعاني بالفعل من مشاكل خطيرة. وتعزيزًا لنجاح فعاليتها، من المرجح أن يرفع دونالد ترامب من رسوم الواردات مجددًا مما سيسمح للمنتجين الأمريكيين ألا يخافوا من قوة الدولار.
في الوقت نفسه ، يتوقع 88٪ من المستطلع آراؤهم من قبل صحيفة وول ستريت جورنال أن الاحتياطي الفيدرالي سوف يرفع أسعار الفائدة أربع مرات هذا العام، الأمر الذي سيدفع بالمزيد من شغف المستثمرين بالعملة الأمريكية.
وقد شهدنا انهيار الليرة التركية وانخفاض اليورو متاثرًا بها، وذلك بسبب التدهور الحادث في العلاقات الأمريكية التركية خلال الأيام القليلة الماضية، حيث تراجعت قيمة الليرة أمام الدولار بحوالي 25٪.
ليس خفيًا أن هناك عددًا من البنوك الأوروبية الكبرى تقرض الاقتصاد التركي، وبالطبع يمكن أن يؤدي هذا الانخفاض الحاد في قيمة عملتها إلى التسبب في صعوبات خطيرة بالنسبة لهم، هذا ما ورد في مقال نُشر في صحيفة " فاينانشيال تايمز" ، مما أجج حالة الذعر في أوروبا ونتيجة لذلك وبدءٍ من يوم الخميس 9 أغسطس تأثر زوج اليورو/دولار وانخفض بشكل حاد.
نذكر أن 70٪ من الخبراء قد صوّتوا بأن الزوج سوف يتراجع إلى مستوى الدعم 1.1505 على المدى المتوسط، وهو نفس المستوى الذي وصل إليه يوم الجمعة، لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل تراجع الزوج مجددًا بمقدار 120 نقطة ، وظل يتراجع إلى أن لامس مستوى 1.1385، وفي نهاية جلسة الأسبوع، وبعد ارتداد بسيط ، تداول الزوج في منطقة 1.1410 - الإسترليني/دولار، يبدو أن مستقبل الجنيه البريطاني سيكون أكثر تشاؤمًا من الأسبوع الماضي، فبعد تصريحات وزير التجارة الخارجية ليام فوكس حول احتمالية تبني خيار الخروج الخشن من الاتحاد الأوروبي بنسبة 60% وتوافقها مع ما خطاب رئيس بنك انجلترا مارك كارني، زاد تشاؤم الأسواق.
ففي الأسبوع الماضي، توقع معظم المحللين (70٪) تراجع زوج الإسترليني/دولار إلى مستوياته المتدنية في صيف عام 2017 ، وهو ما حدث الفعل، حيث استقر عند أدنى مستوى له في الأسبوع عند 1.2720، وأنهى تداولات الأسبوع عند 1.2765. - الين/دولار، في ظل توسع مدى الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب الأزمة التركية، يأتي الين الياباني كملاذ آمن للمستثمرين، ونتيجة لذلك فقد استعاد حوالي 35 أمام من الدولار، لينهي تداولات الأسبوع عند 110.90.
- العملات الرقمية، لايزال يتحكم مضاربو الاتجاه الهابط في هذا السوق، وقد ازداد ضغطهم بشكل كبير، حيث انخفضت القيمة السوقية بنحو 10٪ لتصل الآن إلى حوالي 230 مليار دولار.
في توقعاتنا في الأسبوع الماضي، أشرنا إلى أن أقوى مستوى دعم للبيتكوين سيقع في المنطقة 6.000 – 6.100 دولار، وهو المستوى الذي يصبح فيه التعدين غير مربح وقد كان هذا التوقع صحيحًا بنسبة 100٪، ففي يوم الخميس 8 أغسطس وصل زوج البيتكوين/دولار إلى أدنى مستوى له عند 6.125 دولار، وبعدها قفز إلى مستوى 6.500.
خلال الأسبوع الماضي فقد الإيثريوم حوالي 14.5 ٪ من قيمته، وكذلك اللايتكوين 22%، أما الريبل خسر أكثر من ربع قيمته.
أما بالنسبة لتوقعات الأسبوع القادم، فيما يلي نلخص آراء المحللين والتوقعات التي تم إجراؤها بناء على مجموعة متنوعة من أساليب التحليل الفني والبياني:
- لقد شرحنا أعلاه العوامل الرئيسية المحددة لحركة أزواج الدولار في المستقبل القريب، أما بالنسبة لزوج اليورو/دولار يتوقع 60٪ من المحللين أن الدولار سيواصل تعزيز قوته، وبالتالي سينخفض الزوج، وتتفق التحليلات البيانية على H4 و D1 ومعظم المؤشرات مع هذا التوقع، النطاق المستهدف هو 1.1120-1.1300.
وعلى الجانب الأخر، أيد 40٪ من الخبراء احتمالية قدرة الزوج على البقاء في النطاق 1.1370-1.1515 في المستقبل القريب، وهو ما تؤكده 15% من إشارات مؤشرات التذبذب التي تشير إلى أن الزوج يقع في منطقة التشبع البيعي. - الإسترليني/دولار، المستوى 1.2770 هي مستوى قوي نوعًا ما للدعم/المقاومة، وقد اختبره الزوج مرارًا في كل من 2016 و 2017.
يعتقد 55٪ من الخبراء أن الزخم السلبي للزوج سيستمر لبعض الوقت، وقد ينخفض الزوج إلى مستويات 1.2675-1.2720. أما النسبة 45٪ المتبقية من المحللين، يعتقدون أن الزوج بالفعل يمر بحركة تصحيحة نحو الحد العلوي من القناة الهابطة متوسطة المدى عند المنطقة 1.2940، وبمجرد بلوغ هذا المستوى سوف يعاود تراجعه ويستمر في تحركه نحو الأسفل ويتفق مع هذا السيناريو كلا من التحليل البياني و 20٪ من مؤشرات التذبذب التي تشير إلى أن الزوج يقع في منطقة التشبع البيعي. - الدولار/الين، إذا نظرت إلى الرسوم البيانية على الأطر الزمنية D1 و W1، فيمكنك مشاهدة الاختراق المتوقع للحد السفلي من القناة متوسطة المدى، والتي بدأت منذ نهاية شهر مارس الماضي. غير أنه لا يزال من المبكر التفكير في هذا الاختراق، ولكن يرجح ما يقرب من 70٪ من الخبراء مدعومين بالتحليل البياني على H4 أن الين سيواصل ارتفاعه باعتباره ملاذ آمن، وسيهبط الزوج إلى 110.30 على الأقل، مستوى الدعم التالي يأتي منخفضًا بـ 100 نقطة.
وعلى الجاب الأخر، يمكن اعتبار المنطقة المحورية خلال الأشهر الـ 12 الأخيرة هي المنطقة 111.60-110.80، مما يدل على إمكانية ارتداد الزوج للأعلى- نحو مستوى المقاومة 112.00-112.25 ويتفق 30٪ من المحللين و التحليل البياني على D1مع هذا التوقع.
- العملات الرقمية، تدعم التصريحات السلبية في وسائل الإعلام المعنويات السلبية في سوق العملات الرقمية باستمرار، حيث جاء في مقال نشرته في صحيفة نيويورك تايمز لبول كروغمان الحاصل على جائزة نوبل، أنه يتوقع حدوث انهيار كامل لسوق العملة الرقمية بالكامل وذكر أن السبب هو التكلفة العالية للمعاملات بالأموال الافتراضية، مما يجعلها غير مربحة لاستخدامها في عمليات التداول، ووفقا لبلومبرغ فقد انخفض حجم المعاملات التجارية التي تتم بالبيتكوين في جميع أنحاء العالم في شهر مايو بحوالي 60 مليون دولار.
كما أكد مقال آخر نُشر في صحيفة وول ستريت جورنال، على أن تقلب أسعار العملات الرقمية لا يخضع لأي مبرر اقتصادي، فعلى سبيل المثال، تتأثر أسعارها بتحركات مجموعات منظمة من "المتداولين المتلاعبين" والتي يتم إنشاؤها على الشبكات الاجتماعية، مثل تيلغرام، ووفقا للمقال فقد سُجلت 175 حالة من مثل هذا التلاعب في السوق خلال نصف عام، فعندما تحدث قفزة حادة في سعر العملة الرقمية ثم يعقبه انهيار حاد هذا بالطبع يؤكد أن هناك تلاعب يحدث في الأسعار.
أما بالنسبة لتوقعات زوج البيتكوين/دولار في المستقبل القريب، فمن المحتمل أن يظل باقيًا في نطاق 5.760-6.800 دولار لبعض الوقت، وهذا متوقع، بالطبع إذا كان الأسبوع لا يحمل أية أخبار مهمة- سواء أكانت حقيقية، أو "مبالغ فيها"، ومن الضروري الانتباه إلى أن مستوى 5.760 هو مستوى الدعم الذي لم يتمكن الزوج من اختراقه منذ بداية تراجعه في 17 ديسمبر 2017.
رومان بوتكو- نورد اف إكس
العودة العودة