يمكن للمتداولين، بالإضافة إلى الاستعانة بمعرفتهم في عملهم، استخدام برمجيات كمبيوتر مختلفة مثل: البرامج النصية المساعدة، وكذلك الخوارزميات التي يمكنها تقديم توصيات وحتى فتح وإغلاق المعاملات من تلقاء نفسها. تسمى أنظمة التداول الآلي هذه برمجيات الفوركس. تناقش هذه المقالة هذا الموضوع تفصيلاً، بالإضافة إلى الحديث عن أنواعها وكيفية استخدامها.
ما هي برمجيات فوركس؟
هي كود برمجي يعمل وفقًا للخوارزمية المتضمنة فيه. ويوجد عدة أنواع من برمجيات الفوركس من وجهة نظر نظام التداول المضمن فيها. يمكن للمتداولين العمل في هذا الأسلوب على أساس المؤشرات أو على أساس استراتيجية معينة لإدارة الأموال وإدارة المخاطر. عدد كبير جدًا من برمجيات تداول الفوركس المجانية تعمل على أساس استراتيجية مارتينجال المعروفة.
كيف تعمل برمجيات تداول الفوركس؟ هي سهلة حقًا! إنها في الواقع، تقوم على إستراتيجية آلية تتبنى نفس التكتيكات التي يقوم بها المتداول، ولكن الفارق فقط هو عدم مشاركة المتداول.
لنفترض أن البرمجية تعتمد على مؤشر القوة النسبية RSI وتعمل على مبدأ الخروج من مناطق ذروة الشراء والبيع (70% و 30% من مقياس المؤشر، على الترتيب). بمجرد تحقق ذلك الوضع على الرسم البياني، تفتح البرمجية معاملة من تلقاء نفسها (الشكل 1). يقوم المتداول بنفس الشيء في حال اعتماده على مؤشر مماثل.
ذلك البرنامج الحاسوبي المساعد يمكن أن يشمل إما مؤشر واحد أو عدة خوارزميات مماثلة. على سبيل المثال، يمكن استخدام مؤشر MACD أو Stochastic Oscillator بالإضافة إلى المتوسط المتحرك. في تلك الحالة، فإن خوارزمية البرمجية سيتم تهيئتها لاستقبال الإشارات بناءً على مؤشرين، وسيتم فتح التداولات فقط عندما يعطي هذان المؤشران نفس الأوامر، على سبيل المثال، لفتح مركز طويل.
أنواع برمجيات التداول الرئيسية
هناك نوعان رئيسيان من أنظمة التداول. الأول شبه تلقائي، ويعطي توصيات فقط. وهي أن، المتداول يحتاج إلى اتخاذ قراراته الخاصة. الثاني يعمل بشكل مستقل تمامًا. يبدأ المتداول على منصة التداول الخاصة به، ويقوم هذا النظام بتحليل السوق واتخاذ القرارات بنفسه.
من الصعب القول أن نهجًا معينًا هو الأفضل. كل نوع من هذه الأنواع له مزايا وعيوب. على سبيل المثال، لا تقدم آليات الإرشاد شبه الأوتوماتيكية (مع الفتح اليدوي للمعاملات) الحرية الكاملة إلى المتداول وتتطلب وجوده في اللحظة التي تظهر فيها الإشارة.
برمجيات التداول مؤتمتة بالكامل وتعمل على مبدأ "وصّلها وفقط"، ولكن هناك أيضًا بعض العيوب هنا. بالنظر إلى أن هذه البرمجيات مبرمجة للعمل مع مجموعة معينة من الأدوات، إلا أنها لا يمكنها أن تأخذ في الاعتبار، على سبيل المثال، تأثير العوامل الأساسية على السوق. وهذا الأمر يمكن أن يؤدي إلى خسائر ناتجة عن عمل ذلك المرشد.
بعض التوصيات للعمل مع استراتيجيات التداول المؤتمت
أشرنا أعلاه إلى البرمجيات التي تعمل بشكل مستقل تمامًا وأوضحنا أن لها مزايا وعيوب. على الأقل، لا يوصى بترك تلك هذه الخوارزميات دون رقابة لفترة طويلة. فيما يلي سوف نقدم بعض النصائح المفيدة للذين يخططون للاستعانة بتلك البرمجيات.
1. ألق نظرة فاحصة على نظام التداول الذي تعتمد عليه تلك البرمجية.
إذا قمت بشراء أداة إرشاد خبيرة أو قمت بتنزيلها مجانًا من الإنترنت، فيجب عليك دراسة ما تنطوي عليه برمجية التداول هذه دراسة متأنية. الحقيقة أن الغالبية العظمى من برمجيات تداول الفوركس تستند إلى ما يسمى ب "مارتينجال". فما هي؟ هي طريقة لإدارة الأموال أتت إلى مجال التداول من كازينو.
وتعتمد على حقيقة أنه في كل مرة تغلق فيها صفقة خاسرة، تحتاج إلى مضاعفة حجم المركز التالي. على سبيل المثال، إذا افتتحت تداولاً بـ 0.1 عقد، ففي حالة الخسارة، سيتم فتح التداول التالي بـ 0.2 عقد. علاوة على ذلك، إذا لم يحقق ذلك التداول ربحًا، فيتم فتح التداول التالي بحجم 0.4 عقد، وهكذا حتى يغلق التداول بتحقيق ربح.
نتيجة لهذا النهج، يكون من نتيجة التداول المربح الأول تغطية جميع الخسائر وتحقيق ربح. لكن مخاطر تلك الاستراتيجية كبيرة. الحقيقة هي أن إيداع المتداول محدود دائمًا. إذا لم يكن هناك ما يكفي من المال لفتح المركز التالي، فإن المتداول سوف يخسر كل الأموال التي استثمرها في تشكيل خطوات مارتينجال في وقت سابق.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن إعدادات الغالبية المطلقة لبرمجيات تداول الفوركس الخاصة باستخدام استراتيجية التداول هذه تتيح للمتداول تغيير معامل زيادة العقد. ويمكن تحديدها على أنها أكثر من 2.0 أو أقل، على سبيل المثال، 1.5. أي، إذا افتتحت أول تداول بـ 0.1 عقد، ثم في حالة الخسارة، سيتم فتح التداول التالي بـ 0.15 عقد، وهكذا.
2. الإعدادات المسبقة.
قبل إعطاء البرمجية فرصة للتداول بشكل مستقل على السوق المالي، فمن الضروري تهيئة محدداتها الرئيسية. وهذا ينطبق على كل الوظائف ما يتعلق منها بالاستراتيجية، وما يتعلق برأس المال وإدارة المخاطر. (تم إيضاح مثال واحد على هذه الإعدادات المذكورة أعلاه).
يمكن أن تكون إعدادات الإستراتيجية مماثلة لإعدادات المؤشر. يمتلك بعض المرشدين الخبراء خيار تنظيم الخوارزميات التي يستخدمونها. على سبيل المثال، يمكنك تعيين فترة "المتوسط المتحرك" التي يتم استخدامها في البرمجية لتداول الاتجاه.
بالنسبة لإدارة الأموال والمخاطر، فإن معظم أنظمة التداول الآلية تتضمن مثل هذه الإعدادات. على سبيل المثال، سوف تكون قادرًا على ضبط برمجية التداول على أي مسافة لوضع حد لإيقاف الخسارة أو جني الأرباح. وما إذا كان يجب وضعها من الأساس أم لا. يتم أيضًا تحديد حجم العقد الذي تعمل عليه البرمجية في الأسواق المالية. بعض المستشارين الخبراء يقومون بتحديد عوامل إضافية، مثل الحد الأقصى للانحراف أو الهامش عند فتح المراكز لتجنب إرسال أمر إلى وسيط بسعر غير مناسب. يمكنك أيضًا تحديد الحد الأقصى لعدد المراكز المفتوحة في وقت واحد لتقليل مخاطر فقدان رأس المال.
عدد الإعدادات في برمجيات تداول الفوركس يمكن أن يختلف اختلافًا كبيرًا فيما بينها؛ حيث يمكن أن يحتوي برنامج واحد على اثنين أو ثلاثة، ويحتوي برنامجًا آخر على العشرات منها. أداة اختبار الإستراتيجية، المضمنة في منصة التداول MetaTrader-4 (MT4)، والتي تقدمها شركة الوساطة NordFX لعملائها، تساعد في التعامل معهم.
3. برمجيات التداول المدفوعة مقابل المجانية.
يمكنك اليوم العثور على مرشدين مدفوعين ومجانيين على الإنترنت. يفضل العديد من المتداولين الخيار الثاني، لأنه في هذه الحالة لا توجد تكاليف مالية إضافية مرتبطة بعملية الشراء.
ميزة روبوتات تداول الفوركس المجانية أنها لا تتطلب أي استثمار من المتداول. ومع ذلك، هناك فارق بسيط مهم يجب مراعاته. عند اختيار برمجية تداول فوركس مجانية، فإنك غالبًا لا تعرف المطور ونظام التداول الذي تتضمنه هذه الخوارزمية. لذلك، ومن أجل فهم كيفية عملها، وحساب مزاياها وعيوبها، وتحديد وجود أو عدم وجود أخطاء في برنامج الحاسوب، فإنه يجب عليك اختبار عمل المتداول المساعد في أداة اختبار استراتيجية MT4، ثم تداول به على حساب تجريبي مجاني.
برمجيات التداول المدفوعة تتميز بعدد من المزايا، بما في ذلك الدعم الفني الكامل من المطورين، ونظام مرن للإعدادات وتاريخ عملها مع العديد من المحددات وأدوات التداول. في بعض الحالات، يكون المطورون مستعدين لإجراء تعديلات على تشغيل برمجية التداول هذه، حسبما يوصي به متداول الفوركس.
كيف يتم إنشاء برمجيات تداول الفوركس
أول شيء يجب معرفته هو أن برمجية التداول قد لا تعمل على جميع منصات التداول. منصة MetaTrader-4 (أو محطة التداول) هي الأكثر شهرة في العالم، كما ذكرنا سابقًا، والتي تستخدم لغة برمجة خاصة MQL4، وتحتوي على آلاف برامج التداول الآلي في الفوركس.
على منصة MetaTrader-4، يجد المتداول علامات تبويب خاصة يمكنه من خلالها الوصول إلى عدد كبير من النصوص والمؤشرات والبرمجيات. يمكن للشخص شرائها أو استئجارها أو اختبارها فقط. يكون لديك أيضًا المئات من المبرمجين ذوي الخبرة في خدمتك، وعلى استعداد لإنشاء نظام تداول وفقًا للخوارزمية المحددة من قبل المتداول. في الوقت نفسه، من المهم جدًا ترتيب المهمة الفنية بشكل صحيح بحيث يقوم المبرمجون بما تتوقعه منهم بالضبط.
معلومات خاطئة عن برمجيات التداول
تنتشر بكثرة العديد من المعلومات الخاطئة على الإنترنت. قررنا تفنيدها وإعطاء معلومات موضوعية لأولئك الذين يريدون محاولة استخدام برمجيات التداول في تداولهم. فيما يلي أهم النقاط:
1. الوسطاء يعارضون استخدام برمجيات التداول.
هذا ليس صحيحًا. فمثلا، وسيط NordFX لا تمنع عملائها بأي شكل من الأشكال من استخدام تلك الحلول الآلية. علاوة على ذلك، ليس لبرمجيات التداول أي تأثير على الإطلاق على العلاقة بين العميل والشركة. استخدام برمجيات تداول الفوركس قانوني تمامًا ولا يشكل انتهاكًا لاتفاقية العميل.
2. برمجيات التداول المدفوعة هي الفعالة دون غيرها.
هذا ليس صحيحًا أيضًا. غالبًا ما يتضح أن البرنامج المجاني ليس أسوأ، إن لم يكن أفضل، من البرنامج الذي يطلب مطوروه مئات أو آلاف الدولارات. علاوة على ذلك، لا يُستبعد إطلاقًا أن تكون هذه البرمجية "باهظة الثمن" و "فائقة الاحتراف" و "مربحة للغاية" قد سُرقت من مطورين حقيقيين عن طريق القرصنة، أو أنه مجرد نسخة طبق الأصل من نموذج قديم مشهور.
لذلك، مرة أخرى، قبل استخدام أو الحصول على أي برمجية، من الضروري فحص "محتواها" بعناية وفهم كيفية عملها.
3. ترفع البرمجيات عن المتداول تمامًا عبء الاضطرار إلى اتخاذ أي قرارات.
هذه فكرة خاطئة. متداول الفوركس له حرية اختبار وإعداد البرمجية قبل البدء. علاوة على ذلك، يوصى بمراقبة كيفية إجراء البرمجية للتداول وفي حالة حدوث تغيير في وضع السوق، فعلى المتداول إما تعليق العمل مؤقتًا أو إجراء التغييرات المناسبة على الإعدادات.
إذن، هل استخدام برمجيات التداول أمر يستحق الاهتمام؟ هذا السؤال تعتمد إجابته على كل شخص على حدة، وتتوقف على تفضيلاتك وخبراتك ومعرفتك وتوافر وقت الفراغ وصفاتك الشخصية. بالتأكيد، لا يضمن استخدام البرمجية النجاح، ولكن الحقيقة هي أنها يمكن أن تقدم مساعدة جادة في عمل المتداول.
العودة العودة